المجتمع يعرف بعضه بعض، وقيل في الأمثال: “كلنا عيال قرية وكلن يعرف خيه” ومع ذلك هناك من يجلس في برجه العاجي ويبدأ في الحديث عن أشياء بعيدة كل البعد عن الواقعية، والمصيبة أنه يتحدث باستغراب من عدم تقبل المجتمع لما يقوله أو يفعله! يعتقد البعض كونه يحاول أن يصعد الناس له هو الحل الأفضل، والحديث هنا عن كافة المجالات: التعليمية والرياضية والاقتصادية وغيرها
ولكن من رأيي أن تأخذ بيد الناس من الأسفل وتصعد بهم للأعلى هو الأفضل والأكمل، فالحياة كما درج متعب ومن وصل قمته عرف حقيقته فسهل عليه أن ينزل ويأخذ بيد أحدهم معه للأعلى ويصبح الدرج عنده مثل المصعد، أما أن تجلس في الأعلى من برجك العاجي وتصيح في الناس فلن يسمعك أحد وربما يملون من صراخك ويقفون في أماكنهم حتى تصمت، وكونك تنزل لتأخذ بيدهم ذلك يرفع من شأنك ويجعلك منارة تهتدي الناس بطريقك فأنت سخرت الطريق ومهدته ويسرته وأخذت بيد من هم أقل منك ليصلوا إليك وربما بسببك يصلوا إلى مراتب أعلى، ويكونوا قدوة ومنارات لأجيال قادمة.